إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الاثنين، 23 فبراير 2015

هل كان TSU مجرّد فقاعة لم تصمد أمام قوة FACEBOOK؟

هل كان TSU مجرّد فقاعة لم تصمد أمام قوة FACEBOOK؟

عندما انتشرت روابطه، خلال نهاية عام 2014، اعتقد الكثيرون أنه صار بالفعل منافسًا حقيقيًا لموقع فيسبوك، بل وحتى سببًا كافيًا لإنهاء سيطرة "الفضاء الأزرق" على عرش المواقع الاجتماعية.. فـ"تسو" كان يقدّم نفسه، في تلك الفترة، كبديل عن كل هذه المساحات الرقمية، ما دام يمكّن المستخدِم من ربح المال نظير نشاطه ومشاركته الروابط، وهو ما لا يحدث في فيسبوك وغيره.
غير أن أيامًا قليلة كانت كافية لاكتشاف حقيقة أن "تسو" كان كزوبعة في فنجان، وأن كلّ الإغراءات المادية التي قدمها لم تجعله ينجح في كسر هيمنة "فيسبوك" ولا في إقناع بعض الملايين التي تستخدم هذا الموقع الأزرق بهجره، بل حتى القفزة القويّة التي حققها "تسو" في المغرب، خبت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إذ تراجع ترتيبه بشكل ملحوظ.
فبعد أن كان المغرب ثاني بلد في العالم يستخدم "تسو" بعد الولايات المتحدة الأمريكية، تراجع اليوم إلى المرتبة الخامسة، واحتلت مكانه القديم الهند متبوعة ببنغلاديش ثم اليابان، كما تراجع ترتيب "تسو" في قائمة المواقع التي يزورها المغاربة، وصار يحتل اليوم المركز 78 بعد أن وصل سابقًا إلى المركز 38.
ورغم اضطلاع الكثير من مستخدمي الانترنت المغاربة بالدعاية للموقع الجديد، إلّا أنهم قلّصوا من حضورهم داخل جدرانه بشكل واضح في الآونة الأخيرة، لينضموا إلى قوافل المغاربة العائدين إلى حضن "فيسبوك". أما من أقفلوا حساباتهم في "فيسبوك" وانتقلوا إلى "تسو"، فقد أعادوا تشغيل حساباتهم من جديد داخل الموقع الأزرق، وذلك فيما يشبه الاقتناع أن التحرّر من سطوة "فيسبوك" ليس بالأمر السهل، ولو كان البديل موقعًا مشابهًا له بشكل كبير.
ومن أكثر الأسباب التي أعادت المئات من المغاربة إلى فيسبوك، مسألة الربح المادي التي أعلن عنها "تسو" وروّجت لها الكثير من المقالات، فلحد الآن، وباستثناء حالة وحيدة، لم يثبت توّصل أيّ مغربي بأموال تستحق كلّ تلك الضجة التي أحدثها الموقع، إذ لا تزال الكثير من الحسابات تقف في حاجز حفنة من الدولارات لا توازي الجهد المبذول.
مُعيقات الربح المادي من موقع "تسو" تؤكد شكوك العديد من ناشطي الانترنت في حكاية اكتفاء إدارة الموقع بنسبة 10% من نسبة أرباح الإعلانات، وترك البقية للمستخدمين، فمن الصعب للغاية أن تشكّل هذه النسبة الضئيلة العمود الفقري لمالية موقع يحتاج إلى ميزانية مهمة لأداء مصاريفه التقنية وتأدية رواتب العاملين معه.
كما ترجم "تسو" مخاوف مستخدميه من أن تدفع تحفيزاته المادية المفترضة إلى إغراق صفحة الاستقبال بالمنشورات الرديئة والخالية من المعنى لمجرّد رغبة أصحابها في تنشيط حساباتهم، وهو ما حدث بالفعل، إذ يكتشف المستخدم أن "تسو" صارت مساحة للنشر بدون معنى، بشكل يذكره ببعض الصفحات الفيسبوكية التي تبتغي الانتشار بأيّ طريقة كانت، معتمدة على منشورات تافهة.
ورغم محاولة الموقع الاستفادة من الانتشار الكبير لصفحة الملك محمد السادس التي أنشأها الشاب سفيان البحري، ونشر هذا الأخير لشيك يقول من خلاله إنه أوّل مستخدِم في العالم يحصل على مكافأة مادية ملموسة من "تسو" بعد وصول صفحته إلى قرابة 66 ألف متابع، إلّا أن ذلك لم يمثل دافعًا للمغاربة من أجل الاستمرار في "تسو" بالحضور السابق نفسه.
في هذا السياق، يقول حمزة أندلسي، مهتم بمجال التقنية، إنّ "تسو" لم يكن واضحًا في سياساته اتجاه المستخدمين، سواء فيما يتعلّق بسياسات الاستخدام، ولا فيما يخصّ الطريقة التي يبني عليها معاملاته المادية، لا سيما بالنسبة للقاطنين خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مبرزًا أن المغاربة كانوا من أكثر الشعوب التي اهتمت بـ"تسو" بشكل يثير الكثير من الأسئلة.
وأضاف أندلسي في تصريحات لهسبريس أن النموذج المغربي الوحيد في الربح، والمتمثل في سفيان البحري، يؤكد هزالة التعويضات المادية، فصفحة بـ66 ألف متابع لم يحصد صاحبها غير مئة دولار، مشيرًا إلى أن "تسو" لا يقدّم معلومات وافرة عن أصحابه أو عن الشركات التي يتعامل معها. كما استغرب أندلسي من حجز هذا الموقع لنطاق (دومين) لمدة سنة واحدة فقط دون تقديم تفاصيل كبيرة عن بيانته، بشكل "يثير الريبة حول الهويّة الحقيقية لهذا الموقع".

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق